عيون ليبيا

الاثنين، 6 يوليو 2015

التحريض

تشهد المؤسسات الصحية و الحكومية موجات من التحريض التي أزدادت وتيرتها على مدار السنوات القليلة السابقة ، و يأخذ التحريض أشكال مختلفة و أساليب عدة أحياناً عمداً و أحياناً اخرى عن جهل .. و ضحية المحرضين عادة ما يكونوا من الناس البسيطة الذين يتوسمون حسن الظن في المحرضين بأعتقادهم أن المحرضين ، الذين هم أبناء نفس المؤسسة الضحية في أغلب الأحيان ، الذين عادة ما يتظاهرون بالحرص و الأهتمام بالآخرين و الخوف على مصالحهم و صحتهم ، و هم في الحقيقة عكس ذلك …

 وو يتم إستغلال شعور الضياع و عدم معرفة المواطنين بالمكان و طبيعته الذي قد يكون مستشفى أو مصرف أو مطار ، و يبدأ التحريض بإظهار التعاطف مع المواطنين في البداية و التقصي عن خلفية شكواهم و مطالبهم و قد يقوموا بتقديم مساعدات بسيطة لهؤلاء الناس لكسب ثقتهم و ليكون مدخلاً لبث ما يريدون من سموم و شائعات ..

 فيكون الهدف هو تأجيج مشاعر الظلم و الأسى لدى هؤلاء ، و يتم شحن المواطنين بأخبار مغلوطة و مغرضة مستغلين الحالة العصبية و النفسية الحرجة لدى هؤلاء خصوصاً المسلحين منه ، حتى يصلوا ببعضهم إلى الرغبة في الحصول على حقوقهم بالقوة أو بالتخريب أو بالترهيب و التشكيك في قدرة القائمين بالعمل على تقديم الخدمة اللازمة لهم …

و حين يبدأ البعض في الأعتداء و تنفيذ المخطط الذي صمم لهم بدون دراية منهم يقف المحرضين من بعيد يترقبون الوضع و هو يتفاقم و تكون الحصيلة هي الدمار لمحتويات المكان او أعتداءات جسدية لموظفي المؤسسة ، و عادة ما يتبرأ هؤلاء بعد ذلك ممن ضحياهم السذج في أغلب الأحوال و يتبادلوا الأدوار و الأقنعة و يقفوا في صف من تم الأعتداء عليهم و تحريضهم على إتخاذ الأجراءات القانونية الرادعة لمن قاموا بالأعتداء أي ضحياهم السابقون … و هلم جرة … حتى يتم نشر الفوضى و إرباك سير العمل و التشكيك في قدرة القائمين به في الأستمرار في عملهم و إستبدالهم بما يتوافق و أهواء المحرضين من ضعاف النفوس ..

و للتغلب على ذلك :

١. يجب نشر الوعي و الثقافة بين الناس في التعرف على هذه الأساليب و مزاوليها و الأبتعاد عنهم و عدم تصديقهم و اللجوء إلى الطرق المشروعة و القانونية للحصول على حقوقهم و تقديم شكواهم إلى الجهات المختصة في ذات المؤسسة أو خارجها

٢. يجب التريث و تحري الصدق و أن يكون يقينك أن المتواجدون في المستشفيات بصورة خاصة بالليل و النهار إنما هم هناك لخدمتك و مد يد العون لك .

٣. أن هذه المستشفيات هي لك و لخدمتك و تدميرك لها سوف يسلبك و أهالي المدينة سبل العلاج و الخدمة اللازمة عندما تحتاجها في الأوقات الحرجة

٤. تفعيل القانون و إتخاذ الإجراءات القانونية المتشددة في شأن من يفتعل البلبلة و الهرج و المرج بين الناس و المحرضين على العنف بشتى أنواعه .

٥. أن البلاد تمر بأزمة حقيقية ، أمنية و مالية ، و أن هذا من شأنه خفض مستوى الخدمة المقدمة للمواطن نتيجة لنقص المواد و المستلزمات و قطع الغيار ، و الموارد البشرية نتيجة للنزوح اجتماعي و هجرة بعض الكوادر إلى خارج البلاد ..

و الله المستعان …

 

بقلم : الدكتور – سالم لنقي



تابعوا جميع اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

عيون ليبيا Copyright © 2015 | | اخبار ليبيا