عيون ليبيا

الجمعة، 5 يونيو 2015

تهريج إعلامي

المهرج كما يسمونه هو قيام شخص ما بحركات بهلوانية ليضحك جميع من حوله ممن جاءوا من كل حدب وصوب ليتفرجوا ويضحكوا علي حركاته ليس إلا، وما نشاهده اليوم من بعض الإعلاميين هو خير دليل علي أنهم لا يفقهون شيئا سوي التهريج في بعض القنوات الغير مهنية، وللأسف نحن نشاهدهم كل يوم وهم يشوهون صورة الإعلامي الليبي، ففي الحقيقة أن البعض منهم لا يمتلك صفة الإعلامي المثقف ذهنيا والذي يمتلك اللباقة في حديثه مع الجميع والغير متحيز لفكر معين أو قبيلة معينة، كما أنهم نسوا أوتناسوا أساسيات وأخلاق وفنون الإعلام الراقي والمهني، وبأنهم لم يدركوا أيضا بأن الإعلام في الدول الأخرى هو السلطة الرابعة كما نشاهده في العديد من الدول بل أنه أصبح السلطة الأولي في الدول المتقدمة، واليوم أصبحنا نشاهد مهرجين من الدرجة الأولي، نسوا وتناسوا بأن هناك الملايين  يشاهدونهم عبر التلفاز وهم يتحدثون عن أشياء لا طعم ولا لون لها ويتحدثون عن هذا وذاك بدون دليل كاف وصادق علي كلامهم هذا إلا من رحم ربي، وبكل سخريه يستهزئون متجاهلين الميثاق الإعلامي الحر والمهنية التامة في نقل الأخبار. وهذا للأسف إن دل علي شيء فأنما  يدل علي عدم وجود ضوابط للأعلام في ليبيا أن وجد أصلا. لا أقصد بكلامي هذا شخصا بعينه أو احدي القنوات بل لأنني علي يقين بأن الإعلام لم يختصر يوما للحاصلين علي الشهادات والمؤهلات التي تأهلهم لذلك، بل هناك البعض ممن يخرجون اليوم عبر القنوات قد نجحوا بأن يكونوا إعلاميين متميزين، ولكن البعض اليوم يشوهون صورة الإعلام، ويأتي كل هذا العبث بالإعلام وسط تجاهل كامل من وزارتي الإعلام والثقافة كما أضع اللوم علي بعض القنوات التي لم تبحث لإعلامييها عن دورات تدريبية  مكثفة لتأهيلهم حتي لا نصبح سخرية أمام الجميع، ونحن بدورنا نعلم جيدا إن الإعلامي الليبي ذو كفاءة عالية ولكن تنقصه الدراية الحقيقية بأساسيات ومهنة الصحافة فالمراسل الصادق في نقل الأخبار بمصداقية لا يستطيع أن يخون الأمانة الصحفية مهما كانت نتيجتها، والتي أخاف من أن يأتي يوم نستحي القول فيه بأننا إعلاميون، فمجال الإعلام الذي انتمي إليه وبكل فخر يجب أن نكون صحفيين مهنيين ومهذبين ولبقين بما فيه الكفاية مع كافة الضيوف في القنوات وفي كافة التحقيقات والحوارات الصحفية، ومع كافة الشخصيات من مسئولين داخل الدولة أو خارجها دونما استثناء فأنت أعلامي ولست رجل بوليس لإعطائك الأوامر للضيوف ولست مهرجا لكي تستهزئ بهم، فلم يكن الإعلام هكذا يوما ولن يكون، فلم اكتب هذا لتكبري بل لغيرتي علي مهنتي الصحفية ولكي ننهض بإعلامنا نحو الأحسن والأرقى. والله من وراء القصد.

بقلم / سعيد الصيد

 

 



تابعوا جميع اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

عيون ليبيا Copyright © 2015 | | اخبار ليبيا