عيون ليبيا

الجمعة، 5 يونيو 2015

اعرفوها وكونوا من أبنائها

من مدة.. وكلما خلوت بنفسي.. حدثتني وهمست في أذني بأن الذين ذكرهم الله في كتابه العزيز ووصفهم بالكاظمين الغيظ والعافيين عن الناس وبأنهم المحسنون.. منهم أجداد وآباء هذه المدينة، هذه المدينة التي لم يكن في طبعها لا رياء ولا حب الظهور.. هذه المدينة التي تعمل في هدوء.. دون الإعلان عن نفسها خشية أن يكتبها الله عنده من الذين يراءون ويمنعون الماعون.. هذا هو طبعها الذي جبلت عليه وهكذا كانت طيلة حياتها الماضية.

أما الآن فهي مدعوه للخروج عن صمتها والإعلان عن نفسها صراحة ليعلم كل العالم حقيقتها وهويتها وحتى تؤكد للعالم أنها من أمة هي خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.

بأن الإعلان عن نفسها الآن سوف يكون الأكثر نفعاً والأعم لمصلحتها الخاصة وللأمة العربية ومن الأفضل والمفيد أن يعلم كل الناس حقيقة هذه المدينة وأسرارها والاقتداء بها والتخلق بأخلاقها.

أن أهل هذه المدينة هم المثل الأعلى لكل العاملين المخلصين في كل المدن الليبية الأخرى في تسامحها وجرأتها وأخلاقها الإسلامية الحقيقية النابعة من القلب والتي لا يختلفون عليها من هم في شرق البلاد ولا غربها ولا جنوبها..

الغالب في طبع هذه المدينة هو تسامحها وإيثارها حتى مع أعدائها…أنها متسامحة حتى مع الذين خانوها وقاتلوها وسرقوا أموالها ومقدراتها.

هل رأيتم يا سادة طيبة أكثر من طيبة هذه المدينة؟ وهل رأيتم من يعتنق ديناً سالماً يقبله كل الناس ولا يختلفون عليه ولا يرفضه منهم أحد.. هل رأيتم أجماعاً واتفاقاً مثل اتفاق هذه المدينة في وحدتها وتوادها وتراحمها أكثر مما يعيشه سكانها رغم اختلاف أصولهم التي ينحدرون منها؟

هل رأيتم كيف سلمها الله وأبعد عنها السوء والوقوع في الخطأ والخطيئة؟ هل رأيتم كيف خصها الله دون غيرها بهذه المنة وجعل أهلها هم الأعلون وهم القدوة والأسوة الحسنة لكل المدن الليبية؟

فعلاً أمركم غريب يا أهل هذه المدينة ولا نرى له تفسيراً إلا أنه تصديق وتأكيد لما قاله عنك أهل الحلم والعلم العاملون بعلمهم الذين وصفوك بأنك الامتداد الحقيقي لمدينة الرسول عليه الصلاة والسلام.. مدينة الأنصار والمهاجرين في تآخيهم ووحدتهم وتقاسمهم لمقدراتهم وكل ما يملكون.

أنها إرادة الله وكلمته التي لا تبديل لها.. الله الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء.. والذي بيده الخير وهو على كل شيء قدير.. لا شك يا أهل هذه المدينة أن أمركم بأمر الله تعالى وأن أخلافكم يا أهل هذه المدينة من أخلاق حبيبه وصفوته الذي قال الله له تمنى على يا حبيبي وصفوني فقال أمتي.. أمتي.. هل رأيتم وداً وإيثاراً أكثر وأعظم من هذا؟ هل رأيتم تضحية وإيماناً وحباً أكثر من هذا؟ أخوتنا وأحبابنا.. قد لا يقبل هذا القول الكثيرون وربما يقولون “خبل وجنون” ولكنها الحقيقة التي غابت عنهم ولم يكونوا على استعداد لقبولها.. ولو أنهم قالوا ربنا الله ثم استقاموا لفتح عليهم بركات من عنده ولآمنوا وصدقوا.. ولكن “لما يدخل الإيمان في قلوبهم”..

لقد قلت ولا زالت أقول وأنا مؤمن بما أقول أن هذه المدينة ليست ككل المدن.. إنها المدينة التي اختارها الله ووهبها حكمته ومن عليها بنعمة منه وأرادها أن تكون نبراساً يهتدي به كل الليبيين ومن حولهم..

زوروها وأقيموا فيها كما زارها وأقام فيها الذين من قبلكم وتخلقوا بأخلاقها وصاروا من أهلها وصاروا من المدافعين عنها وحماتها زوروها فهي تطلبكم وتناديكم.. زوروها وأقيموا فيها وكونوا كالمهاجرين والأنصار الذين توحدت قلوبهم ونصروا رسولهم وتحملوا الأذى في سبيل دعوته وإعلان كلمة الله التي جاء بها.

كونوا من أبناء هذه المدينة الصادقين والداعين لها والمدافعين عنها بأموالكم وأنفسكم..وبأخلاقكم سيتحول ألد أعدائكم إلى أقرب الناس إليكم والمدافعين عنكم.

وأعلموا أن الأخلاق الحميدة وحسن المعاملة أقوى من كل سلاح تتوقعونه وهو الذي سينصركم ويهدي قلوب أعدائكم إلى طريقكم.

ورثوهم علمكم وقيمكم وسوف يكونون هم الوارثون لكم ولأخلاقكم وهم من يتولى الأمر من بعدكم والحاملين لرؤيتكم!!

أنها مدينتي التي ولدت فيها وتعلمت فيها وفضلتها على كل المدن التي عرفتها.. إنها المدينة التي أخصها بالذكر والإشادة ولن أغفل عنها ولن أنساها في كل الظروف.

هل عرفتموها؟ حاولوا أن تعرفوا وستكونون من أبنائها!!!

بقلم / مفتاح سعيد المعوج

 

 



تابعوا جميع اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

عيون ليبيا Copyright © 2015 | | اخبار ليبيا